في هذا الجزء سنتحدث عن الأنشطة التي تمثل جزءاً منتظماً ومخططاً له في الحياة الأسرية.إن أساليب التقدير والعادات والتقاليد الأسرية هي الأشياء التي تفعلها العائلات بشكل منتظم سواء كان ذلك بصفة يومية أو في أوقات خاصة.
إن تربية احتياجات الأسرة العصرية مبنية على إدراك أن رغم كل الصعوبات فكل الناس وكل الأسر لديها نقاط قوة إيجابية يمكنهم الاعتماد عليها.
و دعم الأبناء وأفراد الأسرة حتى يكتشفوا ويعبروا عن اهتمامهم المتفردة يساعدهم على فهم أنفسهم. وشق طريقهم نحو الحياة. وبالتركيز على الصفات الإيجابية لأفراد الأسرة وتشجيعها، وتوقع المزيد منها يساعد أفراد الأسرة بعضهم بعضاً على إدراك طاقاتهم الكامنة. توضح الدراسات أن المدح والتقدير من الوالدين يعزز ويزيد من السلوكيات الحميدة لأبنائهم.
الآباء والأمهات الذين يؤكدون على صفات أبنائهم الإيجابية يزيدون من فرص نموهم كأفراد واثقين من قدراتهم، ويسعون نحو اتجاه ايجابي في حياتهم.
مثل هؤلاء الأبناء قليلاً ما يقعون في مشاكل تعاطي المخدرات
أساليب التقدير وتأكيد القيمة الشخصية لدى الأبناء
- الجلوس حول المائدة لتناول الطعام معاً في الوجبات المختلفة.
- الذهاب إلى بيت الجد أو الجدة للقاء مع العائلة الممتدة في العطل الأسبوعية.
- ذهاب الأب مع ابنه إلى النادي.
- الذهاب إلى المصيف كعائلة كل صيف.
فوائد ممارسة العادات الأسرية
- هذه الأنشطة غالباً ما يطلقون عليها طقوساً وعادات وتقاليد وهي تساعد على تدعيم كيان الأسرة والحفاظ عليه وترابط أفرادها.
- تساعد ممارسة الطقوس والتقاليد على توفير فرص للتواصل وتنمية مهارات التواصل بين أفراد الأسرة.
- اللعب سوياً، والحوار أثناء المشي سوياً، ومشاركة الوجبات حول مائدة الطعام دائماً ما تواجه تهديداً بسبب التكنولوجيا. وإذ تتنافس الكثير من الأمور على الوقت الذي يجب منحه لأبنائنا، لذا فإن وضع عادات كهذه والحفاظ عليها أمر في غاية الأهمية.
- والأهم من هذا، هناك دليل قوي على أن وجود طقوس وتقاليد صحية يشارك فيها معظم أفراد الأسرة، ينتج عنه رضاً متزايد عن الحياة الأسرية من قبل المراهقين.
- كذلك فإن الطقوس والتقاليد الصحية تؤثر إيجابياً على صحة الأبناء بشكل عام، بما في ذلك صحتهم النفسية.
- سواء أطلقنا عليها طقوساً، أو عادات، أو تقاليد فيمكننا القول إنها المادة اللاصقة التي تحافظ ترابط الأسرة معاً.
تنشئة أبناء إيجابيين
التفرد والاختلاف لدى الأبناء
كل أبنائنا متفردون! إنه لأمر مدهش فعلاً، كيف يختلف الأبناء فيما بينهم من حيث الطباع الشخصية، والمواهب، وما يحبونه، وما يكرهونه، وكما رأينا فإن إحدى فوائد الطقوس والتقاليد الأسرية، قضاء وقت متميز لفترات أطول معاً، هو أن الوالدين يتعرفون خلال هذه الأوقات على أبنائهم بشكل جيد. وكآباء وأمهات، فإنه جزء من مسؤوليتنا أن نسهم في بناء هوية أبنائنا. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدوا أمراً معقداً، إلا أنه بسيط فعلاً. وهذا يبدأ بالتشجيع (التقييم الإيجابي) والمدح.
عندما يتم تشجيع الأبناء على أن يقبلوا ذواتهم المتفردة، وأن يسعوا باجتهاد ليكونوا على أفضل ما يستطيعون، فإنهم يزدهرون. إن الطفل الذي يتلقى التشجيع وتأكيد القيمة الذاتية في بيته سوف يصير شخصاً بالغاً يمتلك مهارات تساعد على مواجهة الحياة.
مع الأسف، يمكن أن يتعرض أولادنا لضغوط تهدف إلى أن يكونوا شيئاً آخر غير شخصياتهم المتفردة؛ حيث تنهال عليهم رسائل من المدرسة، ومن أقرانهم، وبصفة خاصة من وسائل الإعلام مفادها أنهم غير أكفاء بما يكفي. وهذا يمكن أن يقودهم إلى حديث مع النفس السلبي وهدام.
إن التأييد والتشجيع من الوالدين لأبنائهم له أمر في غاية الأهمية:
- لتأكيد إحساسهم بقيمة ذواتهم وجدارتهم.
- لمساعدتهم أن يتعرفوا ويستمتعوا ويطوروا من نقاط القوة لديهم.
- لتشجيعهم للمضي قدماً في جميع نواحي الحياة، وتجنب اليأس.
- لإنشاء حوار إيجابي صحي مع الذات.. وهذا عامل مؤثر على صحتهم النفسية وسعادتهم.
- لمساعدتهم على إدراك أن الصعوبات في الحياة تعلمنا دروساً نافعة لو كنا منفتحين للتعلم منها.
“البحار الماهر لا يتعلم أسرار مهنته في المياه الهادئة”
الطاقة الإيجابية ـــ انطقها!
كل شخص يحتاج إلى التشجيع من خلال التأييد والمدح بما في ذلك الكبار أيضاً. ونحن جميعاً يمكننا أن نصنع فرقاً في حياة أفراد أسرتنا من خلال العبارات الإيجابية والمشجعة.
وسائل أخرى لتشجيع أبنائنا:
- احرص على تشجيعهم واصبر عليهم، حتى عندما تكون تحت ضغوط.
- اعمل على خلق مناخ يتاح فيه للأبناء أن يتحدثوا بحرية، ويجدوا لديك آذاناً صاغية.
- ساعد أبناءك على تحقيق النجاح.
- كما يجب عليك أن تساعد أبناءك على أن يتعلموا من خلال أخطائهم.
- تعامل مع نجاحات وإخفاقات أبنائك بشكل إيجابي.
- استمر في إعطاء المزيد من المديح والحب، حتى لو لم يتقبلوا ذلك منك.