نظرية عوامل الخطر وعوامل الحماية
إن الوقاية وفقاً لنظرية عوامل الخطر/عوامل الحماية ترتكز على افتراض بسيط: لتحول دون وقوع المشكلة، علينا أن نحدد العوامل التي تزيد من المخاطر التي تنتجها المشكلة، ثم نجد سبلاً لنقلل من الخطر. في الوقت ذاته، علينا تمييز العوامل الوقائية/عوامل الحماية التي تقي الأفراد من عوامل الخطر في بيئاتهم ومن ثم نجد طرقاً لزيادة الحماية.
الوقاية التي تركز على عوامل الخطر والحماية مؤسسة على عمل دكتور ديفيد هوكينز ودكتور ريتشارد إف كاتالانو وفريق من الباحثين بجامعة واشنطن بسياتل. في بداية الثمانينيات قاموا بمراجعة بحث عمره ثلاثين عاماً عن تعاطي الشباب للمواد البديلة والخروج عن القانون وحددوا عوامل المخاطرة لتعاطي المراهق للمواد البديلة والخروج عن القانون. وكانوا يُحدثون باستمرار من بحثهم.
وهناك باحثون آخرون، ومنهم جوي درايفوس وروبرت سلافين وريتشارد جيسور، راجعوا الأدب المختص بالمشكلات السلوكية، كترك المدرسة والحَمل في سن المراهقة والعنف، وحددوا عوامل الخطر لهذه المشاكل. وحديثاً تم تحديد عوامل الخطر للمشكلة السلوكية لدى المراهق وهي الاكتئاب والقلق.
إن الشباب الذين هم في خطر الخروج عن القانون كأحداث أو تعاطي المواد البديلة أو ترك المدرسة أو الحمل في سن المراهقة أو العنف أو الاكتئاب والقلق، هم أيضاً أكثر عُرضة لأي مخاطر أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن كل مشاكل المراهقة هذه تتشارك في العديد من عوامل الخطر.
قبل النظر إلى عوامل الخطر والمشكلات التي تنبئ بها، فمن المهم أن نكوِّن تعريفاً لمصطلحات مثل “الخروج عن القانون” و”العنف”. يتم تعريف “الخروج عن القانون” بأنه: “الجرائم التي يرتكبها الحدث الأقل من 18 عاماً”، ويُعرَّف “العنف” أنه: “القيام بأفعال تتضمن الإيذاء البدني أو التهديد به تجاه شخص ما.”
إن التركيز الأول لبرامج الوقاية من تعاطي المواد البديلة هو التقليل من تعاطيها، لكن بما أن المشكلات السلوكية، بما فيها تعاطي المواد البديلة والعنف والخروج عن القانون والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والاكتئاب والقلق، جميعها تتشارك في عوامل المخاطرة، فالتقليل من عوامل المخاطر المشتركة قد يعني تقليل مشكلات سلوكية متعددة.
تعميمات حول المخاطر
- المخاطر متواجدة على أصعدة متعددة.
إن عوامل الخطر توجد في كل جوانب الحياة ــــ المجتمع والعائلة والمدرسة والعلاقات الفردية أو الصداقات. إذا تميز مجتمع ما بعامل معين من عوامل خطر، فقد لا تقل المشاكل السلوكية بشكل ملحوظ. يجب على المجتمعات أن تركز على تقليل المخاطر على جميع الأصعدة. - كلما زادت عوامل الخطر، كلما زاد الخطر.
رغم إن تعرض الطفل لخطر وحيد لا يهدد حياته بمشكلات في حياته فيما بعد، إلا أن تعرضه لعدد أكبر من عوامل الخطر يزيد من المخاطر التي يتعرض لها أضعافاً مضاعفة. حتى إن لم يستطع المجتمع القضاء على جميع عوامل الخطر، فإن القليل من هذه العوامل أو القضاء عليها قد يقلل من المشاكل السلوكية عند الشباب في هذا المجتمع بشكل ملحوظ. - عوامل الخطر الشائعة تنبئ بمشاكل سلوكية مختلفة.
بما أن عوامل الخطر الفردية تنبئ بمشاكل متعددة، فالتقليل من عوامل الخطر قد يقلل من عددٍ من المشاكل المختلفة في المجتمع. - عوامل الخطر تؤثر باستمرار على الأعراق والثقافات المختلفة.
رغم تباين مستويات الخطر بين الأعراق أو الثقافات المختلفة، إلا أن الطريقة التي تعمل بها عوامل الخطر هذه لا تختلف. أحد السبل لوقاية المجتمع هو تكثيف جهود الوقاية في المجتمعات ذات المعدلات الأعلى في التعرض للخطر. - عوامل الحماية قد تحد من التعرض للخطر.
عوامل الحماية هي الظروف التي تقلل من العواقب السلبية للمخاطر التي يتعرض لها الشباب، سواء بتقليل تأثير الخطر أو تغيير طريقة تجاوب الشخص مع الخطر. وبالتالي، فتعزيز العوامل الوقائية يمكنها تقليل احتمالية ازدياد المشاكل السلوكية.
كلما زاد تواجد المخدرات في المجتمع، كلما ارتفع خطر تعاطي الشباب للمخدرات فيه. فالاحتمالية الملحوظة لتعاطي المخدرات مرتبطة أيضاً بالخطر. في المدراس التي يعتقد الطلبة أن بها نسبة مخدرات أعلى، يحدث فيها نسبة تعاطي أعلى.
قوانين المجتمع والمعايير التي تساعد على تعاطي المخدرات واستخدام الأسلحة وارتكاب الجرائم:
(تعاطي المخدرات والخروج عن القانون والعنف)
إن معايير المجتمع هي التوجهات والسياسات تجاه تعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم، وتظهر في طرق متنوعة: من خلال القوانين والسياسات المكتوبة، ومن خلال الممارسات الاجتماعية غير الرسمية، ومن خلال توقعات الأهل وباقي أعضاء المجتمع من الشباب.
هناك مثال يمكنه إظهار كيفية تأثير قانون المجتمع على تعاطي المخدرات وهو فرض ضرائب على الكحوليات. المعدلات الأعلى من الضرائب تقلل من معدل تناول الكحوليات على جميع المستويات. عندما تميل القوانين ومعدلات الضرائب ومعايير المجتمع أو حتى إذا كانت غير واضحة تجاه هذه الأمور، فإن الأطفال يكونون عُرضة لخطر أكبر.
هناك تحفظ آخر وهو الرسائل المتضاربة حول الكحوليات والمخدرات الأخرى التي ترسلها المؤسسات الاجتماعية الأساسية. أحد هذه الرسائل المتضاربة قد تتواجد في قبول تناول الكحوليات في الأنشطة الاجتماعية داخل المجتمع. فـ”حدائق الجعة” مشهورة في معارض الشوارع واحتفالات المجتمع التي يتردد عليها الشباب، وهي تعطي رسائل متناقضة لتلك التي ترسلها المدارس والأهالي. هذه الرسائل المتضاربة تُصعب الأمر على الصغار ليقرروا أي المعايير عليهم اتباعها.
وإذ كانت القوانين التي تنظم بيع الأسلحة النارية لها تأثير طفيف على جرائم العنف، فهذه التأثيرات تتقلص عادةً بعد تفعيل القوانين لعدة سنوات. بالإضافة إلى ذلك، والقوانين التي تنظم عقوبات التراخيص أو استخدام الأسلحة في ارتكاب الجرائم مرتبطة أيضاً بتقليل جرائم العنف، خاصة التي تتضمن استخدام السلاح. وتقترح بعض الدراسات أن التأثير الطفيف والبسيط يرجع إلى عاملين: احتمالية وجود سلاح من سلطات أخرى دون وجود موانع قانونية على البيع أو التداول غير القانوني، ومعايير المجتمع التي تتضمن عدم وجود مراقبة فاعلة أو فرض للقانون.
الفترات الانتقالية والانتقال (من مجتمع لآخر أو من شريحة اقتصادية لأخرى):
(المواد البديلة والخروج عن القانون وترك المدرسة والاكتئاب والقلق)
حتى الانتقال الطبيعي من مرحلة دراسية لأخرى ينبئ بزيادة في المشاكل السلوكية. عندما ينتقل الأطفال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية أو من المرحلة الإعدادية إلى المرحلة الثانوية، مما ينتج زيادات ملحوظة في معدل تعاطي المخدرات وسوء السلوك بالمدرسة.
ويبدو أن المجتمعات ذات المعدلات المرتفعة في الانتقال (التحرك من مجتمع لآخر ومن شريحة اقتصادية لأخرى) هي عُرضة لخطر مشكلات المخدرات والجريمة. كلما ارتفعت نسبة تحرك الناس في المجتمع، كلما ارتفع خطر السلوك الإجرامي والمشكلات المتعلقة بتعاطي المخدرات في العائلات. وبينما يجد البعض عوازل ضد التأثيرات السلبية للتحرك عن طريق صنع علاقات في المجتمعات الجديدة، والبعض الآخر قليلاً ما يكون لديهم المصادر للتعامل مع تأثيرات التحركات المتكررة وهم أكثر عُرضة للمشاكل.
الارتباط ضعيف بالحي السكني واختلال المجتمع:
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف)
إن المعدلات الأكبر من مشاكل المخدرات وخروج الأحداث عن القانون والعنف تحدث في المجتمعات أو الأحياء السكنية حيث يقل الارتباط بالمجتمع، وحيث معدلات التخريب مرتفعة، وحيث انخفاض مراقبة الأماكن العامة. هذه الظروف غير مقتصرة على الأحياء الفقيرة، لكنها متواجدة أيضاً في المجتمعات الثرية.
يجب على المجتمعات ذات التعددية أن تعمل لخلق هوية مشتركة للمجتمع وأهداف مشتركة، كما عليها خلق ارتباط وتنظيم داخل المجموعات الفرعية.
ربما القضية الأهم التي تؤثر على ترابط المجتمع هي ما إذا كان سكان الحي يشعرون أن باستطاعتهم صنع اختلاف في مجتمعاتهم. إذا كان اللاعبين الأساسيين في الحي، مثل التجار والمعلمين والشرطة والقائمين على الخدمات الإنسانية والاجتماعية، يعيشون خارج الحي، فإن شعورهم بالالتزام تجاه الحي قد لا يكون قوياً. والمعدلات المنخفضة للمشاركة الانتخابية ومشاركة الأهالي بالمدارس يشير أيضاً إلى ارتباط أقل بالمجتمع.
الحرمان الاقتصادي الشديد:
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة)
الأطفال الذين يعيشون في أحياء متدهورة الحال تنتشر بها الجريمة وتُعرف بالفقر المدقع، تكون أكثر عُرضة لنمو مشكلات الخروج عن القانون والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والعنف. إن الأطفال الذين يعيشون في هذه المناطق، ولديهم مشكلات في السلوك والتأقلم في سن مبكرة من الحياة، هم أيضاً أكثر احتمالية لأن يكون لديهم مشاكل في تعاطي المخدرات فيما بعد.
عوامل الخطر الناتجة عن العائلة:
تاريخ العائلة مع المشاكل السلوكية
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والاكتئاب والقلق)
إذا نشأ الأطفال في عائلة لها تاريخ مع إدمان الكحوليات أو المخدرات الأخرى، فإن خطر أن يكون لهؤلاء الأطفال مشاكل مع الكحوليات والمخدرات الأخرى يزداد. إذا نشأوا أو وُلدوا الأطفال في عائلة لها تاريخ مع النشاط الإجرامي، فإن خطر الخروج عن القانون في حداثتهم تزداد. وهكذا هو الحال مع الأطفال الذين تقوم بتربيتهم أم مراهقة، فإنهم يكونون أكثر عُرضة ليصبحوا آباء في مراهقتهم. والأطفال الذين كان لدى أهاليهم مشكلة ترك المدرسة، فهؤلاء الأطفال أكثر احتمالية لترك مدارسهم أيضاً.
مشاكل إدارة العائلة
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والاكتئاب والقلق)
الممارسات الفقيرة في إدارة العائلة تتضمن عدم وضوح التوقعات السلوكية، وفشل الأهل في مراقبة أطفالهم (أن يعرفوا أين هم ومع من) وأيضاً العقاب الشديد أو المفرط.
النزاعات العائلية
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والاكتئاب والقلق)
النزاع المستمر والخطير بين الأبوين أو بين الأبوين والأطفال يزيد من خطر وقوع الأطفال في مشاكل سلوكية. ويبدو أنه سواء كان يرأس العائلة الأبوان البيولوجيان أو أب/أم بمفرده، أو أوصياء آخرون، فهذا ليس هاماً بقدر أهمية اجتياز الطفل بالعديد من النزاعات في عائلاتهم. فعلى سبيل المثال، العنف الأسري يزيد من احتمالية تورط الأبناء في سلوكيات خارجة عن القانون وتعاطي المخدرات والحَمل أو ترك المدرسة أيضاً.
توجهات الأهل وتورطهم في تعاطي المخدرات والجريمة والعنف
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والاكتئاب والقلق)
إن توجهات الأهل وسلوكياتهم تجاه المخدرات والجريمة والعنف تؤثر على توجهات وسلوكيات أطفالهم. قبول الأهل لأن يتناول الشباب الكحول باعتدال، حتى تحت الرقابة الأبوية، يزيد من خطر تورط هؤلاء الشباب في تعاطي الماريجوانا. وهكذا هو الحال مع أطفال الأهالي الذين يلتمسون الأعذار لأبنائهم عن كسر القوانين، فهم أكثر عُرضة للخروج عن القانون. وفي العائلات التي يُظهر فيها الأهل سلوكيات عنيفة، يصبح الأطفال في خطر أن يصبحوا عنيفين. وأيضاً في العائلات التي يورط فيها الأهل أطفالهم في عملية تعاطيهم للمخدرات أو تناولهم للكحول ـــ فعلى سبيل المثال، أن يطلب الأهل من الطفل أن يشعل له السيجارة أو يحضر له الخمر من الثلاجة ــــ فهذا الطفل هو أكثر عرضة لأن يتعاطي المخدرات في مراهقته.
عوامل الخطر الناتجة عن المدرسة:
الفشل الأكاديمي يبدأ في المدرسة الابتدائية
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والاكتئاب والقلق)
بداية من أواخر المرحلة الابتدائية (الصف الرابع وحتى السادس)، يتزايد خطر تعاطي المخدرات والخروج عن القانون والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة. يفشل الأطفال لعدة أسباب، منها أسباب تعليمية واجتماعية أيضاً. وتزيد خبرة الفشل من خطر المشاكل السلوكية، ولا تعني بالضرورة انعدام إمكانية النجاح.
ومما يجعل الوضع متأزماً أن العديد من المدارس التي يرتادها الأمريكيون من أصل أفريقي أو الأمريكيون الأصليون أو الطلبة الأسبان، هذه المدارس بها نسب مرتفعة جداً من الفشل الدراسي مقارنةً بالطلاب ذوي البشرة البيضاء. وبالتالي، فتحسين المدارس والعملية التعليمية وتقليل نسب الفشل الدراسي لجميع الطلبة هي استراتيجيات وقاية هامة بشدة للأقليات العرقية ويمكنها أن تتضمن استراتيجيات للثقافات الخاصة.
عدم الالتزام بالمدرسة
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والاكتئاب والقلق)
الالتزام الضعيف بالمدرسة يعني أن الشاب/الطفل لم يعد يرى أهمية دوره كطالب. فمن لا يلتزمون بالمدرسة أكثر عرضة لتعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة.
في المجتمعات ذات العرقيات المختلفة، يُنظَر إلى التعليم كوسيلة “للهروب”، كما كان الحال مع المهاجرين الأوائل. بعض المجموعات الفرعية في نفس المجتمع قد ترى التعليم والمدرسة كشكل من أشكال التثقيف السلبي (تبنّي ثقافة غير ثقافتهم الأساسية)، والشباب الذين يتبنون هذه النظرة يكونون أكثر عرضة للمشاكل الصحية والسلوكية.
عوامل الخطر الناتجة عن بعض الصداقات
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والاكتئاب والقلق)
الأولاد العنيفون في سن الحضانة وحتى الصف الثالث الابتدائي يكونون أكثر عرضة لتعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون. لكن، السلوك العنيف قبل مرحلة الحضانة في الطفولة المبكرة لا تزيد من كون الطفل عرضة لهذه المخاطر. عندما يمتزج سلوك الطفل العنيف في سن مبكرة بالعزلة والانسحاب، فهناك خطر أعظم لما قد يكون هذا الطفل عرضة له في مراهقته/ها. هذا الخطر المتزايد ينطبق أيضاً على السلوك العنيف الممزوج بزيادة النشاط أو نقص التركيز.
يتضمن عامل الخطر هذا أيضاً على السلوك اللا اجتماعي المتكرر في سن المراهقة المبكرة، مثل سوء السلوك في المدرسة أو عدم الحضور أو الدخول في شجارات مع أطفال آخرين. إن الشباب من الجنسين الذين يتورطون في هذه السلوكيات خلال سن المراهقة المبكرة هم في خطر متزايد لتعاطي المخدرات والخروج عن القانون والعنف وترك المدرسة والحمل في سن المراهقة.
الانعزال/التمرد
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون وترك المدرسة)
الشباب الذين يشعرون أنهم ليسوا جزءاً من المجتمع، وأنهم غير ملزمين بقواعده، لا يؤمنون بأن عليهم أن يحاولوا لكي يصبحوا ناجحين أو مسئولين، أو الذين يتمردون على المجتمع، هم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات والخروج عن القانون وترك المدرسة.
قد يكون للانعزال والتمرد خطر خاص جداً على شباب الأقليات. فإن الأطفال الذين يختبرون التمييز باستمرار قد يتجاوبون عن طريق إبعاد أنفسهم عن الثقافة المسيطرة على المجتمع والتمرد عليها. وعلى الجانب الآخر، فالعديد من مجتمعات الأقليات تمر بتغيرات ثقافية خطيرة بسبب انتقالهم إلى مجتمع مختلف. والمشاعر المتضاربة التي يشعر بها هؤلاء الأطفال في هذه المجتمعات عندما تتفاعل العائلة وأصدقاء العمل اجتماعياً أو يتزوجون من خارج من ينتمون لنفس ثقافتهم، قد تتداخل مع تنمية هوية ثقافية وعِرقية واضحة وإيجابية.
الأصدقاء المتورطين في مشاكل سلوكية
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة)
إن الشباب الذين يرتبطون بأصدقاء متورطين في مشكلة سلوكية، كالخروج عن القانون أو تعاطي المواد البديلة أو نشاط عنيف أو جنسي أو ترك المدرسة، هم أكثر عُرضة للتورط في نفس المشاكل السلوكية. وهذه واحدة من أكثر المؤشرات التي أوضحتها هذه الدراسة. حتى عندما يأتي الشباب من عائلات كانت تدار بشكل جيد ولم تجتز بعوامل خطر أخرى، فمجرد الخروج برفقة أصدقاء متورطين في مشكلة سلوكية يزيد من احتمالية تعرض الطفل لهذه المشكلة. إلا أن الشباب الذين يختبرون القليل من عوامل الخطر أقل عرضة للتفاعل مع أصدقاء متورطين في مشاكل سلوكية.
التورط في العصابات
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف)
أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين لهم أصدقاء خارجون عن القانون يكونون أكثر عرضة لتناول الكحوليات والمخدرات الأخرى والتورط في سلوك خارج عن القانون أو التورط في العنف أكثر من الأطفال الذين ليس لهم أصدقاء خارجون عن القانون. لكن تأثير التورط في عصابة على تناول الكحوليات وتعاطي المخدرات الأخرى والخروج عن القانون والعنف يفوق تأثير الأصدقاء الخارجين عن القانون في مثل هذه السلوكيات. إن أفراد العصابات هم أكثر عرضة لتناول الكحوليات أو المخدرات الأخرى والتورط في سلوكيات خارجة عن القانون وأعمال العنف أكثر من الأطفال الذين لديهم أصدقاء خارجون عن القانون.
توجهات دافعة للمشاكل السلوكية
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة)
خلال سنوات المرحلة الابتدائية، عادةً ما يعبّر الأطفال عن توجهات اجتماعية وأخرى مضادة للمخدرات والجريمة. فلديهم صعوبة في إدراك سبب تعاطي الناس للمخدرات وارتكاب الجرائم وترك المدرسة. لكن في المرحلة الإعدادية يتعرفون على المشاركة في مثل هذه الأنشطة، فمواقفهم/توجهاتهم تتغير تجاه قبول أكبر لهذه السلوكيات. هذا القبول يضعهم في خطر أكبر.
البداية المبكرة للمشكلة السلوكية
(تعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون والعنف والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة)
كلما بدأ الشباب مبكراً في تعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم والتورط في أنشطة عنيفة وترك المدرسة والنشاط الجنسي، كلما زادت احتمالية تعرضهم لمشاكل سلوكية فيما بعد. فعلى سبيل المثال، تُظهر الدراسة أن الشباب الذين يبدأون تعاطي المخدرات قبل سن الخامسة عشر فاحتمالية تعرضهم لمشكلات مع المخدرات ضعفان ما قد يتعرض له من مشاكل مع المخدرات إذا انتظر لسن ما بعد التاسعة عشر.